نجاح القنطار
منذ عقد من الزمن ونحن ننتظر هذه اللحظة التاريخية، التي لا بد أن يتحرك بها أبناء بلدي الكرام، أبناء السويداء، أبناء جبل العرب الأشم وينتفضون بصوت واحد ويعيدون الثورة الى مسارها الحقيقي. الثورة العظيمة، الثورة اليتيمة، كما سماها بعض الكتاب والمؤرخين الذين تكلموا عنها بصدق وأمانة.
حراك السويداء الذي نبع من عمقها وروحها ومن الصميم أعاد الروح للثورة المباركة، وها هو يدخل في شهره السابع.
كم أنا مسرورة وسعيدة من أبناء بلدي وأهلي الأحرار، الذين يزينون الساحات بحضورهم الجميل، يسمعوننا أصواتهم وأغانيهم الرائعة، المعبرة عن مطالبهم. أهازيجهم التي تصدح بالحرية ولوحاتهم الرائعة التي يتحفوننا بها والمعروضة في ساحات الكرامة تجمل المكان.
مشاهد الرجال والنساء وهم يقدمون الضيافة للمتظاهرين تثلج الصدور، حيث يقدمون المناسف والفواكه والقهوة، كل هذا تكريما للأحرار المتواجدين في الساحات، المطالبين بالحرية والانتقال لدولة المواطنة والقانون، الرافعين شعار اللحمة والأخوة والوحدة الوطنية، gالتي تعبر عن كل الأحرار في سوريا.. التحية الكبيرة لهم تحية الفخر والمحبة.
كم تمنيت أن أكون بينهم وبين أهلي، أهل الجبل، أرفع “علم الثورة” وأغني وأهتف معهم واحد واحد واحد الشعب السوري واحد، سوريا لينا وما هي لبيت الأسد، حرية للأبد غصب عنك يا أسد…
هذا العلم، الذي اعتمد منذ العام ١٩٣٢ كرمز للجمهورية السورية الأولى، الذي تمّ تبديله في العام ١٩٥٨ بعد إعلان الوحدة مع مصر والذي عاد الثوار إلى اعتماده في العام ٢٠١٢ كرمز لحرية الوطن وكرامته وتحقيق العدالة والديمقراطية فيه بعد التخلص من حكم الطغاة.
أتمنى تحقيق ذلك، موجهة ندائي وأمنياتي لدعم هذا الحراك في الوطن أو خارجه، على كل الجغرافيا السورية من الجنوب مهد الثورات إلى الشمال، علينا جميعاً أن ندعم هذا الحراك كرمى لعيون الوطن، كرمى للشهداء، المعتقلين، المهجرين والمشردين في المخيمات والذين ماتوا وفقدوا في البحار
أمام هذا الألم والدمار الشامل الذي حل بالوطن لا بد من الانتفاضة على هذا النظام، التي أصبحت واجباً انسانياً وأخلاقياً ووطنياً. إنها واجب وفرض عين على كل السوريين حتى الخلاص
الكل يعلم بأنه قبل انتفاضة السويداء كنا أمام فراغ سياسي وانسداد الأفق. انتفاضة السويداء أعادت لنا الأمل وروح الثورة، أحيت النشاط السياسي الهادف إلى الديمقراطية والحرية.
نتمنى أن يطبق قرار مجلس الأمن ٢٢٥٤، القرار الأممي الذي ينص على رحيل النظام، تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات من أناس لم يتورطوا في الدم، إقامة دولة وطنية ديمقراطية ودولة ذات قانون عادل لجميع السوريين.
نرجو من المجتمع الدولي أن يساندنا ويقف بصف الثورة وكل الأحرار لتحقيق هذا القرار، الذي سوف يؤدي بسورية إلى دولة ديمقراطية، دولة قانون، ذات سيادة، دولة عدالة ومحبة، بحيث تكون سوريا لكل السوريين، سنة، مسيحيين، كرد، علويين، دروز، إسماعيليين وكل الأديان والإثنيات المتواجدة فوق أرضها.
أهتف من كل قلبي:
“سوريا لينا وماهي لبيت الأسد”