Skip to content

بيكسي سالم

Less than 1 minute Minutes

أتذكرلقائي الأول والأخير مع سمر وكأنه حدث في الأمس، بينما في الواقع، كان بينهما سنوات. في أول لقاء بيننا، كنتُ واقفًا عند باب كافتيريا كلية الآداب عندما اقتربت مني سمر وتحدثت معي عن حفلة مارسيل خليفة وسألتني إن كنت قد اشتريت البطاقة لحفة مارسيل خليفة واذا كنت لا اريد الذهاب هل يمكنها اخذ بطاقتي الجامعية لشراء تذكرة دخول من اجل صديق لها.
حينها استغربت وفكرت بداخلي: “كم هي غريبة هذه الفتاة؟ ومن تكون ، وماذا تفعل هنا ؟” ولكن بعد بضعة أيام تعرفت عليها عن طريق الصديقة راما واصبحنا اصدقاء ،واكتشفتُ كم هي فريدة ومميزة عن باقي الأشخاص الذين أعرفهم.
ولم أكن أدرك أنها ستؤثر على حياتي بشكل كبير ، خاصةً ببداية الثورة، عندما كنت بحاجة للتحدث عن ما يجري في درعا وباقي المناطق. لم أكن أثق بالأشخاص حولي بسبب الظروف الصعبة والنظام المخابراتي القاسي. كانت سمر هي الصديقة التي كنت أتناقش معها حول تطورات الثورة، وبدأنا نتحدث عن أحلامنا لبناء وطن يكون الجميع قادرًا على الوثوق ببعضهم البعض.
لكنّ الظروف جعلتني أهرب إلى لبنان، وقبل السفر بيومين، عدتُ إلى حلب والتقينا في الجامعة. كانت لحظات صعبة بكينا معًا، ولكنها شجعتني على السفر لكي احمي نفسي وقالت لي( كلهن كم شهر بيسقط النظام وبترجع ع حلب ) لكن الأمور تغيرت، فلم أعد إلى سوريا، وغادرت سمر إلى مصر، ولم نلتقِ مرة أخرى.
عندما أتذكر آخر لقاء بيننا، أشعر بأنّني ياليتُني تحدثتُ معها أكثر وبقيتُ معها لفترة أطول. كنت بحاجة للتحدث أكثر . ولكنني متيقن أيضًا أن لنا لقاءً في المستقبل، فالأشخاص مثل سمر لا يرحلون بسهولة، فهم باقون رغم كل الصعاب والتحديات التي قد تواجههم.
لدي أمل اننا سوف نلتقي مرة أخرى ونعاود التحدث ومشاركة أفكارنا وأحلامنا كما فعلنا من قبل. إنها صديقةٌ لا تُنسى، وستظل في قلبي مهما مضى من الزمن وأينما كنت. سمر أثرت في حياتي وحياة جميع الذين كانوا حولها لهذا سوف نبقى في الانتظار